تمتلك العبارة "من النهر إلى البحر" قوة كبيرة في إثارة الجدل والتوتر بين اليهود والنشطاء المؤيدين للفلسطينيين. تعتبر هذه العبارة شعارًا يتردد في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات والمدن، وقد تم اعتمادها من قبل بعض الأشخاص كدعوة لإقامة دولة واحدة في المنطقة الممتدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، فإن معنى هذه العبارة يعتمد على من يروي القصة وعلى الجمهور الذي يستمع إليها.
معنى العبارة لدى النشطاء الفلسطينيين
يروي النشطاء الفلسطينيون أن العبارة تعبر عن دعوة للسلام والمساواة بعد 75 عامًا من وجود الدولة الإسرائيلية وعقود من الحكم العسكري الإسرائيلي المستمر على الملايين من الفلسطينيين. يرون العبارة كمطلب لإقامة دولة فلسطينية تضم الأراضي المحتلة وتكفل المساواة لجميع السكان.
معنى العبارة لدى اليهود
من جهة أخرى، يسمع اليهود في لندن العديد من الأشخاص يتحدثون عن ارتفاع مستوى العداء للسامية في الوقت الحالي، ويشير الكثيرون إلى انتشار هذا الشعار. يرون أن هذا الشعار يعني دمار إسرائيل وتدميرها بشكل واضح. وقد أصدرت 30 من وسائل الإعلام اليهودية حول العالم رسالة مفتوحة تحذر من أن هذا الشعار يعني نهاية إسرائيل، وأنه يعتبر معاديًا لليهود بشكل غير قابل للتفسير. وبعد قتل حماس للمدنيين في السابع من أكتوبر، يرون أن هذا الشعار يحمل طابعًا معاديًا لليهود بشكل طبيعي.
الحل الثنائي الذي يدعمه معظم المجتمع الدولي
يدعم معظم المجتمع الدولي حلاً ثنائيًا يقضي بتقسيم الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع ذلك، يرون الكثيرون أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي على مر السنين قد جعل حل الدولتين أمرًا مستحيلاً. فقد ضبط اليمين الإسرائيلي الخطوط بين إسرائيل والضفة الغربية، حيث يعيش الآن نصف مليون شخص في المستوطنات. ويدعم العديد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية ضم الضفة الغربية، وغالبًا ما لا تذكر الخرائط الحكومية الرسمية الحدود بين البلدين.
المخاطر المرتبطة بالعبارة
قد يكون استخدام العبارة مكلفًا للشخصيات العامة. فقد تم معاقبة النائبة الأمريكية رشيدة طليب من قبل مجلس النواب بسبب استخدامها للعبارة. وفي النمسا، منعت الشرطة تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بحجة ذكر العبارة "من النهر إلى البحر" في الدعوات واعتبرتها دعوة للعنف. وفي بريطانيا، فقد فرض حزب العمل عقوبة مؤقتة على أحد أعضاء البرلمان، آندي ماكدونالد، بسبب استخدامه للعبارة خلال تجمع حيث دعا إلى وقف القصف.
الاستنتاج
تعد العبارة "من النهر إلى البحر" عبارة محورية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتثير الكثير من الجدل والتوتر بين الأطراف المعنية. بينما يروي النشطاء الفلسطينيون أنها تعبر عن دعوة للسلام والمساواة، يرون اليهود فيها مطلبًا لتدمير إسرائيل. تدعم معظم المجتمع الدولي حلاً ثنائيًا يقضي بتقسيم الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي قد أجبر الكثيرين على الاعتقاد بأن حل الدولتين أصبح مستحيلاً. استخدام العبارة يمكن أن يكون مكلفًا للشخصيات العامة، وقد يتم تفسيرها على أنها دعوة للعنف.